اللِمفومة اللاهودجيكينية
إن اللِمفومة نوع من سرطان الدم يتضمن الأنسجة اللمفاوية حيث تتسرطن فيه الخلايا اللِمفية الطبيعية. يحدد نوع الخلية اللِمفية ومرحلة دورة حياتها نوع اللِمفومة. والفئتان الرئيسيتان هما اللِمفومة الهودجيكينية (HL) واللِمفومة اللاهودجيكينية (NHL). يمكن تقسيم مجموعة اللِمفومة اللاهودجيكينية إلى اللِمفومة في الخلايا التائية والخلايا البائية وخلايا NKT. عادة ما تنقسم الأورام اللِمفية الموجودة في الخلايا البائية إلى لِمفومة بطيئة النمو (منخفضة الدرجة) ولِمفومة عنيفة (مرتفعة الدرجة).يشكل التشخيص الدقيق لنوع اللِمفومة المُحدد أهم خطوة لتلقي علاج فعال.
ليس من الواضح السبب في إصابة بعض المرضى باللِمفومة في حين لا يُصاب به آخرون. ومع ذلك، هناك عوامل عديدة معروف ارتباطها بالإصابة باللِمفومة. تتضمن تلك العوامل فيروسات مثل HIV (فيروس نقص المناعة البشرية)، وفيروس إبشتاين بار (EBV)، وفيروسي HTLV-1 وHHV-8. وهناك عوامل أخرى محتملة من بينها المسرطنات البيئية واضطرابات جينية نادرة محددة.
على الرغم من المجموعة الشاسعة والمتباينة من أعراض الأورام اللِمفية اللاهودجيكينية، فإن الأعراض الشائعة هي:
- نوبات حمى طويلة ومتكررة
- فقدان غير مبرر في الوزن
- تورم الغدد اللِمفية التي يمكن الشعور بها في الرقبة، والإبط، والأربية
- تعرقات ليلية
- فقدان الشهية
لا تشير معاناة هذه الأعراض إلى إصابة الشخص باللِمفومة. في الواقع، غالبًا ما لا تعود هذه الأعراض إلى وجود سرطان. ومع ذلك، ينبغي لكل من يعاني هذه الأعراض زيارة الطبيب؛ ليخضع للتشخيص بشكل مناسب ولتلقي العلاج إذا ما دعت الحاجة.
كيف يُجرى التشخيص؟
يُعد أخذ خزعة من الغدد اللمفاوية المصابة أمرًا جوهريًا لتشخيص اللِمفومة. يمكن أن يُجرَى ذلك من خلال خزعة اقتطاعية (قطعة صغيرة من نسيج العقدة اللِمفية) أو خزعة استئصالية (إزالة عقدة لمفية كاملة). يجب عدم استخدام الشفط بإبرة دقيقة فقط (حيث يتم إدخال إبرة إلى الغدة اللمفاوية المصابة لسحب خلايا منها حتى يتم فحصها) لتشخيص الإصابة باللِمفومة. ويخضع النسيج الذي تم الحصول عليه من الخزع لصبغيات خاصة تسمح بالتصنيف الدقيق لنوع اللِمفومة.
تحديد المراحل
بمجرد تأكيد تشخيص الإصابة باللِمفومة اللاهودجيكينية، يجب إجراء تقييم مرحلي. ويشير تحديد المراحل إلى مدى انتشار اللِمفومة في الجسم. كثيرًا ما يتسم ذلك بالأهمية في توقّع سير المرض، كما أنه مفيد للغاية في المساعدة على تطوير خطط علاجية للمرضى.
توجد 4 مراحل (من المرحلة I حتى IV) بالإضافة إلى الفئة أ أو ب. المراحل المختلفة هي:
المرحلة I: مجموعة واحدة من العقد اللمفاوية المصابة في أي من جانبي الحجاب الحاجز.
المرحلة II: وجود مجموعتين أو أكثر من العقد اللمفاوية المصابة، التي لم تزل في جانب واحد من الحجاب الحاجز.
المرحلة III: مجموعتان على الأقل من العقد اللمفاوية المصابة، ولكن لا بد أن تكونا على كل من جانبي الحجاب الحاجز.
المرحلة IV: إذا أصاب المرض عضوًا ما (مثال، النخاع العظمي، الكبد، إلخ) غير العقد اللمفاوية.
المرحلة أ: غياب الحمى المتكررة، أو التعرقات الليلية، أو فقدان الوزن.
المرحلة ب: وجود أي مما سبق ذكره.
يتضمن تحديد المرحلة الخضوع للتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني -التصوير المقطعي المحوسب (PET-CT) أو للتصوير المقطعي المحوسب (CT). وبناءً على هذا السيناريو، يمكن القيام بمزيد من الفحوص مثل خزعة النخاع العظمي وتقييم السائل الدماغي الشوكي. لا يمثل التنبؤ بسير المرض مرحلة تابعة بمفردها من هذا المرض. في هذا الوقت من العلاجات الاستهدافية، يوفر التقييم الكيميائي الهيستولوجي المناعي لنسيج الخزعة معلومات تنبؤية مهمة حول سير المرض.
قد يتضمن العلاج أيًا من الأنماط التالية: العلاج الكيميائي، والعلاج بالإشعاع، والعلاج المناعي، وزراعة الخلايا الجذعية. وفي كثير من الأحيان، يكون من المرجح الجمع بين نمطين أو أكثر مما سبق ذكره من منهجيات العلاج. ويتوقف ذلك على نوع اللِمفومة الفرعي وسمات توقع سيرها المتنوعة.
العلاج الكيميائي
تُعرف أدوية العلاج الكيميائي أيضًا بالمُسممات الخلوية. عامة، تعمل هذه الأدوية على قتل الخلايا التي تنقسم\تنمو بسرعة. ومن ثمَّ، تتسم الأدوية السامة للخلايا بأنها فعالة للغاية في قتل الخلايا السرطانية لكنها ستؤدي أيضًا إلى إتلاف خلايا الجسم الطبيعية التي تنقسم بسرعة مثل بصيلات الشعر والخلايا الطبيعية المكونة للدم الموجودة في النخاع العظمي. تظهر هذه التأثيرات في هيئة تساقط الشعر وتدهورات مؤقتة في خلايا الدم (مثل خلايا الدم الحمراء، وخلايا الدم البيضاء، والصفائح الدموية). كثيرًا ما يتم الجمع بين العلاج الكيميائي والعلاج بالأجسام المضادة وحيدة النسيلة في اللِمفومة اللاهودجيكينية.
العلاج المناعي
العلاج المناعي هو العلاج الذي يستخدم جهاز المريض المناعي أو أدوية مصنوعة من مكونات مأخوذة من الجهاز المناعي لمقاومة المرض. هناك أشكال عديدة من العلاج المناعي. في حالة اللِمفومة اللاهودجيكينية، يكون التكوين الرئيسي مع الجسيمات المضادة وحيدة النسيلة (المعروفة أيضًا «بالبيولوجيات»). في أكثر أشكال اللِمفومة اللاهودجيكينية شيوعًا، هناك كيان معروف بلِمفومة الخلايا البائية الكبيرة المنتشرة، يمثل الجمع بين العلاج بالأجسام المضادة وحيدة النسيلة والعلاج الكيماوي هو عماد العلاج. كما يُستخدم هذا المزيج مع أنواع أخرى من اللِمفومة اللاهودجيكينة. هناك أجسام مضادة وحيدة النسيلة مختلفة تعمل على استهداف بروتينات مختلفة ومن ثمَّ أنواع مختلفة من خلايا اللمفومة. ونظرًا لخصوصية هذه الأدوية، لا يوجد دواء شامل عند استخدام هذه العلاجات، كما يُعد الاختيار الدقيق للعلاج المناسب وفقا لنوع اللِمفومة اللاهودجيكينية أمرًا جوهريًا.وبعيدًا عن الأجسام المضادة وحيدة النسيلات، عادة ما تُستخدم علاجات مناعية أخرى في سياق المرض المنتكس.
زراعة الخلايا الجذعية
قد يخضع الفرد المُصاب بلِمفومة متكررة إلى زراعة خلايا جذعية كخط علاج ثانٍ عادة. تسمح زراعة خلايا جذعية مكوّنة للدم للفرد بتلقي جرعات مرتفعة من العلاج الكيميائي، أو العلاج بالإشعاع، أو كليهما معًا. تحطم الجرعات المرتفعة خلايا اللِمفومة وخلايا الدم السليمة في النخاع العظمي كلتيهما. فيما بعد، يتلقى المريض خلايا جذعية سليمة مكوِنة للدم من خلال أنبوب مرن يوضع في وريد كبير في الرقبة أو منطقة الصدر. تنمو خلايا دم جديدة من الخلايا الجذعية المزروعة.تتم زراعات الخلايا الجذعية في المستشفى. وقد تُجمع الخلايا الجذعية من المريض نفسه أو من متبرع معافى.
العلاج الإشعاعي
يستخدم العلاج بالإشعاع (المسمى أيضًا بالعلاج الإشعاعي) أشعة مرتفعة الطاقة لقتل خلايا اللِمفومة اللاهودجيكينية. ويمكنه تقليص الأورام والمساعدة في التحكم في الآلام. كما يُستخدم الإشعاع أحيانًا في علاج الخط الأول مع المرضى في المرحلة 1 أو 2، حيث توجد اللِمفومة في منطقة واحدة أو جانب واحد من الحجاب الحاجز.
CanHOPE خدمة غير ربحية لتقديم المشورة والدعم فيما يتعلق با يقدمها مركز سرطان باركواي (Parkway Cancer Centre)، سنغافورة. تتكون CanHOPE من فريق دعم يتسم بالخبرة والمعرفة والرعاية يتمتعبالقدرة على الوصول إلى معلومات شاملة حول مجموعة كبيرة من الموضوعات المتعلقةبالتوعية والإرشادات الخاصة بعلاج السرطان.
توفر CanHOPE:
- معلومات حديثة حول السرطان للمرضى والتي تشتمل على أساليبالوقاية من السرطان، والأعراض، والمخاطر، وفحوص التصوير بالأشعة، والتشخيص،والعلاجات الحالية، والأبحاث المتاحة.
- الإحالات إلى الخدمات المرتبطة بالسرطان مثل مرافق الفحص بالأشعةوالاستقصاء، ومراكز العلاج، والاستشارةالتخصصية المناسبة.
- المشورة حول السرطان والنصح بإستراتيجيات لإدارة آثارالعلاج الجانبية، والتأقلم مع السرطان، والحمية الغذائية والتغذية.
- الدعم الوجداني والنفسي للمصابين بالسرطانوأولئك الذين يرعونهم.
- أنشطة مجموعات الدعم، مع التركيز على المعرفة، والمهارات،والأنشطة الداعمة لتثقيف المرضى وخلق وعيلديهم والقائمين على الرعاية.
- المصادر لخدمات إعادة التأهيل والخدمات الداعمة
- الرعاية التلطيفية لتحسين نوعية حياة المرضىالمصابين بسرطان متقدم.
سيعمل فريق CanHOPE على الأخذ بأيدي المرضى مقدمًا لهمالدعم والرعاية المخصصة حيث إنهم يجتهدون لمشاركة بصيص أملمع كل من يقابلونه.